فضل " الحمد لله " تبارك و تعـالى
قال الحقّ تبارك و تعالى: " قل الحمد لله و سلامٌ على عباده الذين اصطفى ".( سورة النمل: 59 ). و قال سبحانه: " و قُلِ الحمد لله سيُريكم آياته ".( سورة النمل: 93 ). و قال جلّ و علا: " و قُلِ الحمد لله الذي لم يتّخذ ولدا ". ( سورة الإسراء: 111 ).
روى الإمام النووي في رياض الصالحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كلّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع " و في رواية " فهو أجذم " و معنى ذي بال: أي له حالٌ يُهتمُّ به، و معنى أقطع: أي ناقصٌ قليل البركة، و الأقطع هو الأجذم.
و قال الإمام النووي: فيستحبّ البداءة بالحمد لله لكلّ مصنّف، و دارس، و مدرّس، و خطيب، و خاطب، و بين يدي سائر الأمور المهمّة. و قال الإمام الشافعي رحمه الله: أحبّ أن يقدّم المرء بين يدي خطبته و كلّ أمر طلبه: حمدَ الله تعالى، و الثناء عليه سبحانه، و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و يستحبّ الحمد بعد الفراغ من الطعام و الشراب، و العطاس، و عند خطبة المرأة، وهو طلب زواجها، و عند عقد النكاح، و يستحبّ في ابتداء الكتب المصنّفة، و في ابتداء الدروس بالمدارس و الجامعات، و قراءة النصوص، سواء كان حديثا أوفقها أو غيرهما، و أحسن عبارة في ذلك: الحمد لله ربّ العالمين.
و يستحبّ حمد الله تبارك و تعالى عند حصول نعمة من النعم أو تلافي حصول شرّ أو مكروه.
و روى الإمام النووي في رياض الصالحين عن أبي هريرة رضي الله عنه " أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم أتى ليلةَ اسري به بقدحين من خمرٍ و لبنٍ فنظر إليهما، فأخذ اللبن، فقال له جبريل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك للفطرة، و لو أخذت الخمرَ غوَت أمّتك ". ( أخرجه مسلم في صحيحه ).
كما يستحبّ أن يبتدئ المرء و يختتم دعاءه بالحمد لله ربّ العالمين، قال تعالى: " و آخر دعواهم أن الحمد لله ربِّ العالمين ". ( سورة يونس: 10 ).
و روى النووي عن أبي موسى أنّه صلى الله عليه و سلم قال: " إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم. فيقول: قبضتم ثَمَرَةَ فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك و استرجع فيقول تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنّة و سمّوه بيتَ الحمدِ ". ( أخرجه الترمذي بسند حسن )..